إني أعترف فلتسمعوا اعترافي
اعذروني إن كنت سأطيل عليكم .. ولكن في بعض الأحيان تكون الاطاله لابد منها ...
واعذروني إن كنت ساقوا بكلماتي عليكم .. ولكن في بعض الأحيان تكون القسوة لابد منها ...
إني اعترف .. أعترف اليوم و أمام الجميع .. بكل ما احترفته يدي.. و بكل ما أجرمت في حق غيري ....
بكل شجاعة أدبيه ... بكل شجاعة تكمن في سيف الفارس ... اعترف أمام الجميع ... اعترف باني قاتل ...
سارق .. مغتصب للأعراض .. سفاح .. و كثير غير ذلك .. منه ما لا أتذكره و منه ما عرفته بعد ... قد يقول قائل .. ماذا اقصد بذلك الإسقاط ... و لكني أقولها ... إن كل ما قلت و اعترفت به ليس بإسقاط ... و لكنها الحقيقة ... فقد شاركت في عدة جرائم .. قتل و نصب و سرقه و احتيال و نشل و اغتصاب ... نعم تلك هي الحقيقة .... فقد شاركت في كل هذه الجرائم و أكثر ..
فانا القاتل الذي لم تمس يداه الدماء .. و أنا السارق الذي لم يمس يداه المال ... و أنا المغتصب الذي لم تمس يداه جسد امرأة في الحرام ... ولكني ساعدت و خططت لكل هذه الجرائم .. اشتركت فيها جميعا .. فكنت القواد .. يقود للزنا ولا يزني ... وكنت المحتال ... يخطط و لا يسرق ... فانا عضو في عصابة قوامها سبعون مليون مجرم ... و قد يكثرون عن ذلك ... نعم عصابة قوامها سبعون مليون مجرم ... هم من قومي ...
قد يثور البعض .. و يسبني و يلعني .. و يتهمني بالخائن أو العميل أو غير المنتمي لهذا البلد ... و لكني أقولها ...
قولوا ما شئتم فانا كذلك و أكثر ... عفوا يا ساده .. عفوا يا من أغلقتم أعينكم بأيديكم .. لكي تتناسوا الحقيقة .....
لست وحدي هذا المجرم .. لست وحدي هذا الخائن ... لست وحدي هذا المجرم القاتل السارق المغتصب ......
بل أنكم جميعا شركاء معي ..... منكم من سبقني في جرمي .. و منكم من لحقني في جرمي ....
نعم تلك هي الحقيقة ... وإن تنكرتم جميعا ..... فمن يتستر على جرم .. أو يكون سبب في وقوعه ... فهو شريك فيه ....
فكلنا شركاء في كل هذه الجرائم ... أتدرون ما هي الجرائم ؟؟؟ أتدرون كيف نحن جميعا شركاء فيها ؟؟؟ أتدرون من الذين سرقوا و قتلوا و اغتصبوا و نحن شاركناهم كل هذا ؟؟؟ أتعلمون أنهم قد يكونون لصوص .. قتله .. مغتصبون ...
و لكننا كل هذا و يزيد ... إننا خناهم و خنا قبلهم الأرض التي ولدنا فيها ... إن كان المجرمون ساسه .... فما جرمنا سوى السكوت و الخضوع و الرضوخ للمهانة و الذل .. و تلك مصيبة .. و لكن جرمنا اليوم كإرثه ... فمن اقصدهم ..
هم هؤلاء الأطفال ... الذين افترشوا الشوارع سكنا لهم ... و اتخذوا حشائش الحدائق غطاء يأويهم من شدة البرد ...
هم اليوم ... مجني عليهم ... منهم من يغتصب بالإكراه ... و منهم من تسرق أعضائه .. و منهم من يجبر على عمل دنيء .... و نحن أمامهم الجناة ... لم يجدوا منا سوى بضعة كلمات واهية ... كلمات الشفقة و الحسرة ...
و في أحيان أخرى ... كلمات الاشمئزاز من حالهم ... و كأنهم هم الذين اختاروا لأنفسهم مذلة الشارع
و احتقار الآخرين لهم ....
و في بعض الاحيان يجدون منا كلمات تنزل عليهم كالصاعقة .. لأنها تمزقهم أكثر من الشارع ((وأنا مالي)) &
((وأنا ها عملهم إيه)) & ((أنا لاقي آكل)) ....... عجبا أيها السادة من أمركم ....
قد يكونون هم كذلك اليوم .. و لكن غدا .. أتدرون من سيكونون ؟؟؟؟؟ ... سيكون هم هؤلاء اللصوص الذين يسرقونني و يسرقونكم .. سيكونون هؤلاء القتلة و البلطجيه .. سيكنون هؤلاء المغتصبون .... و نحن من شاركنا جميعا في ما هم فيه اليوم ... و لكن .... من سيسرق هؤلاء ؟؟؟ من سيقتل هؤلاء ؟؟؟ من سيغتصب هؤلاء ؟؟؟
الاجابه واحده .....نحن ... نعم ... نحن كنا جناة عليهم في يوما ما ... و اليوم هم جناة علينا .... سيقتلوننا نحن .. سيسرقوننا نحن ... سيغتصبون نسائنا نحن ......
قد يكونوا مجرمون يتحملون وزر أنفسهم .... و لكننا أيضا سنتحمل وزر ما زرعته أيدينا بغفلتنا .. بسلبيتنا .. بقولنا و أنا ها عمل إيه ......
ترى يا ساده ... إن اخرج كلا منا جنيه واحدا في الشهر ... كم سيكون لهولاء التي قست عليهم الظروف تارة و إبائهم تارة و نحن تارة أخرى ؟؟؟؟؟ .... كم من هؤلاء سيبقى إنسان قبل أن يتحول إلى حيوان بشري ؟؟؟
و لا تسمعونني يا ساده قول أن هناك حكومة مسؤله عنهم ... فالجميع يعلم إن الحكومة تسرقنا و تسرقهم ...
إن أردتم أن تتقوا يوما تقفون فيه أمام الله دون أن تنحني رؤوسكم خجلا من عار جلبناه معنا ...
إن أردتم أن تحموا أنفسكم و أولادكم و نسائكم في يوما ما ... فلنفعل شيء ...
فلنحرك أيدينا وكفانا تحريك ألسنتنا بكلمات واهية .. جوفاء .....
قد يكون منا من يفعل ذلك .. و لكنهم هم العشرة ملاين إنسان ... و لكن ماذا عن السبعون مليون مجرم .....
اعذروني إن سميت نفسي و سميتكم مجرمون ... فتلك الحقيقة حتى و إن حطمنا كل الحقائق بحياتنا ....
اليوم اعترف .. و اليوم أحرك يداي قبل لساني ... فلنتحرك جميعنا ... قبل أن توضع الأيدي على الخدود ...
حسرة على مال سرق ... أو على إنسان قتل ... وآآآآآآآآآآآآآه لو كانت الحسرة على عرض انتهك ....
بأيدي من أدرنا لهم ظهورنا ...فلم يجدوا طوق نجاه ... ولم يجدوا أحدا يعلمهم .....
فلنتحرك قبل أن نسأل ... في يوم لا مفر فيه .. يوم الحساب ...
هم يتحملون إثم جرائمهم .. و نحن نتحمل إثم إدارة ظهورنا ..........................
فلنحرك أيدينا قبل فوات الأوان ............